استراتيجية المحتوى: ما هي وكيفية إنشائها لجذب الجمهور وزيادة التفاعل؟

استراتيجية المحتوى: ما هي وكيفية إنشائها لجذب الجمهور وزيادة التفاعل؟

في مجال التسويق الإلكتروني الذي يتطور بشكل مستمر، أصبح المحتوى هو الملك الذي يحدد مدى نجاحك في الوصول إلى جمهورك وبناء علاقة قوية معهم، ومع تزايد المنافسة اليوم، فلا يكفي مجرد إنشاء محتوى عشوائي؛ بل تحتاج إلى إنشاء محتوى عالى الجودة يضمن تحقيق أهدافك، ولذلك تعتبر استراتيجية المحتوى المفتاح لأي حملة تسويقية ناجحة.

كما لا يعتمد أصحاب المواقع الإلكترونية على المحتوى فقط لجذب الزوار، ولكن لبناء الثقة أيضاً، وتحويل العملاء المحتملين إلى عملاء فعليين، وفي هذا المقال، سنتناول مفهوم استراتيجية المحتوى، وكيفية إنشائها؟ بطريقة تضمن لك تحقيق أقصى استفادة من حملاتك التسويقية.

ما هي استراتيجية المحتوى؟

يمكننا القول بأن استراتيجية المحتوى ما هي إلا خطة منظمة تهدف إلى تحديد كيفية إنشاء المحتوى، وتوزيعه، وإدارته لتحقيق أهداف تسويقية محددة.

 ولكن، قد تتساءل عن ما هي عناصر استراتيجية المحتوى؟ بشكل عام تتضمن استراتيجية المحتوى العناصر الرئيسية التالية:

  • الأهداف: لا بد من تحديد الهدف الذي تريد تحقيقه من المحتوى، سواء كان ذلك الهدف زيادة الوعي بالعلامة التجارية، أو جذب المزيد من الزيارات، أو تحسين معدل التحويل CRO.
  • الجمهور المستهدف: يجب دراسة وفهم احتياجات جمهورك المستهدف، اهتماماتهم، وكيف يمكن للمحتوى أن يساعدهم في حل المشاكل التي تواجههم.
  • أنواع المحتوى: تحديد النوع المناسب من المحتوى، سواء كان على شكل مقالات، أو فيديوهات، أو إنفوجرافيك.
  • القنوات: اختيار المنصات المناسبة لنشر المحتوى، مثل موقعك الإلكتروني، أو وسائل التواصل الاجتماعي، أو من خلال البريد الإلكتروني.
  • الجدول الزمني: إنشاء خطة واضحة تحدد مواعيد النشر لتحقيق نتائج ملموسة.

لماذا يحتاج موقعك الإلكتروني إلى استراتيجية محتوى؟

استراتيجية المحتوى ليست خيار إضافي، بل هي ضرورة لتحقيق نجاحك في عالم التسويق الإلكتروني، ومن أهم  فوائدها ما يلي:

أولاً: تحسين ظهور موقعك الإلكتروني في محركات البحث (SEO)، فالمحتوى ذو الجودة العالية والمستهدف يساعد على تحسين ترتيب موقعك في نتائج البحث، مما يؤدي إلى زيادة الزيارات العضوية.

ثانياً: بناء الثقة مع جمهورك؛ فالمحتوى الذي يقدم قيمة حقيقية يساعد على زيادة ثقة جمهورك في موقعك والخدمات التي تقدمها.

ثالثاً: زيادة معدلات التحويل، وذلك لأن المحتوى الجيد يشجع الزوار على اتخاذ الإجراء المطلوب، سواء كان الاشتراك في خدمة أو شراء منتج ما.

رابعاً: توفير الوقت والجهد من خلال وجود خطة محتوى واضحة، بدلاً من إنشاء المحتوى بشكل عشوائي.

كيفية إنشاء استراتيجية المحتوى بشكل فعال؟

لماذا تُعتبر استراتيجية المحتوى هي الأساس لكل موقع إلكتروني ناجح ولكل حملة تسويقية ناجحة؟ والأهم من ذلك، كيف يمكنك إنشاء خطة محتوى فعالة تجذب الزوار، وتُحسن من ترتيب موقعك في محركات البحث، بالإضافة إلى تحويل جمهورك المستهدف إلى عملاء فعليين؟ وإليك الخطوات كما يلي:

تحديد الأهداف في استراتيجية المحتوى

أهداف استراتيجية المحتوى هي البوصلة التي تحدد طريقك، وبدون أهداف واضحة، ستعمل بشكل عشوائي ودون تحقيق نتائج ملموسة.

وعموماً يتم إنشاء المحتوى الجيد لأهداف محددة، ولا بد من تحديد هذه الأهداف بشكل واضح.

ويمكنك أن تسأل نفسك ما الذي تسعى لتحقيقه؟ هل أهدافك متعلقة بزيادة الوعي بعلامتك التجارية؟ أم إنشاء عملاء محتملين، أم زيادة عدد زوار لموقعك، أم تسعي لتحسين نتائج موقعك في محركات البحث، وأي كان الهدف الذي تسعى لتحقيقه، فيمكنك استخدام طريقة SMART Goals لتحديد أهداف قابلة للقياس والتنفيذ.

وبمجرد تحديد الأهداف بوضوح، يمكنك تقييم ما إذا كانت استراتيجية المحتوى هي الخيار الأنسب لتحقيق أهدافك.

تحليل الجمهور المستهدف

ابحث في جمهورك المستهدف عن استراتيجية المحتوى المناسبة لك، فلن تعمل استراتيجية المحتوى الخاصة بك بشكل فعال، إلا بعد معرفة وتحليل من هو جمهورك المستهدف؟

ولكن، كيف تحلل جمهورك المستهدف؟ يمكنك تحليل جمهورك من خلال ما يلي:

أولاً: إنشاء شخصيات تمثل الجمهور (Buyer Personas)، وتجميع معلومات عن الفئات المستهدفة، مثل (العمر والجنس، الموقع الجغرافي، الاهتمامات، والمشكلات التي يواجهونها) وكيف يمكن لموقعك أن يساعدهم على حلها؟ بالإضافة إلى الحصول على معلومات قيمة من خلال معرفة أنواع المواقع التي يزورها جمهورك المستهدف، والمحتوى الذي يشجعه على التفاعل، والمنصات الاجتماعية التي يشارك عليها هذا المحتوى.

ثانياً: استخدام أدوات تحليل الجمهور، ومنها:

  • Google Analytics: حيث تساعد على تقديم بيانات عن الفئات العمرية المختلفة، مواقعهم الجغرافية، وسلوك الزوار على موقعك.
  • استطلاعات الرأي: فيمكنك أن تسأل جمهورك بشكل مباشر عن اهتماماتهم واحتياجاتهم.
  • تحليل التعليقات والرسائل على وسائل التواصل الاجتماعي.

وبالتالي، تحليل ومعرفة جمهورك المستهدف سيساعدك بشكل كبير على تخصيص استراتيجية المحتوى بطريقة تشجعهم على التفاعل، وإليك المزيد من أدوات تحليل الجمهور المستهدف.

 إجراء تحليل المنافسين

لكي تحصل على أفكار جديدة، وتتجنب الأخطاء، فلا بد من مراقبة المنافسين، ومعرفة ما يقدمونه، وبالتالي، تحسين استراتيجية المحتوى الخاصة بك بناءً على ذلك.

ويمكنك دراسة  وتحليل المنافسين، كما يلي:

  1. اختيار من 3- 5 منافسين في نفس المجال الذى تعمل فيه والتي تستهدف نفس الجمهور الذي تستهدفه.
  2. بعد اختيار المنافسين، قم بتحليل نوعية المحتوى الذي يقدمونه، هل يقدمون مقالات أن فيديوهات أم إنفوجرافيك؟ بالإضافة إلى معرفة الكلمات المفتاحية التي يستهدفونها، وتحديد نقاط القوة لديهم، أي (ما الذي جعل محتواهم يجذب الجمهور)، ولا تنسي تحديد نقاط الضعف، أي ما الذي يمكن تحسينه في محتواهم؟ حيث يمكن أن تصبح هذه فرصة لك لتقديم قيمة أفضل لجمهورك المستهدف.
  3. استخدام أدوات تحليل المنافسين، مثل (SEMrush) حيث تقدم لك هذه الأداة تقارير عن ترتيب المحتوى والكلمات المفتاحية، وأداة (BuzzSumo) تعرض لك المحتوى الأكثر مشاركة وشعبية للمنافسين.

وبالتالي، دراسة المنافسين ومعرفة نقاط القوة والضعف لديهم، سيساعدك على تحسين استراتيجية المحتوى، وتقديم محتوى يتفوق عليهم، ويحقق لك أهدافك التسويقية.

اختيار أنواع المحتوى المناسبة 

لا يوجد نوع واحد يناسب الجميع، ولذا اختيار النوع الصحيح يعتمد على جمهورك وأهدافك، ومن أنواع المحتوى، ما يلي:

  1. المقالات، وهي مناسبة لزيادة حركة المرور العضوية وتحسين محركات البحث SEO لموقعك.
  2. الفيديوهات، تعمل على جذب الانتباه بشكل سريع، وهي مناسبة أكثر للجمهور الذي يفضل المشاهدة على القراءة.
  3. الإنفوجرافيك، يستخدم لنقل المعلومات بسرعة وبشكل مرئي، وهذا النوع من المحتوى مناسب لتوضيح الأفكار المعقدة، مثل الإحصائيات أو الخطوات بطريقة بسيطة وجذابة.
  4. البودكاست، يستهدف الجمهور الذي يفضل الاستماع أثناء العمل أو التنقل.

ولكن، قد تتساءل عن كيفية اختيار نوع المحتوى المناسب؟ بشكل عام إذا كان جمهورك يحب القراءة والبحث، فيمكنك التركيز على كتابة المقالات، أم إذا كان جمهورك يتفاعل أكثر مع الوسائط المرئية، فيمكنك إنشاء فيديوهات وإنفوجرافيك، ويفضل أيضاً الدمج بين هذه الأنواع.

تحديد القنوات والمنصات المناسبة

لا يمكن نشر المحتوى على جميع المنصات، ولذا لا بد من اختيار الأنسب بناءً على جمهورك المستهدف، ويمكنك اختيار ما يناسب جمهورك مما يلي:

  • موقعك الإلكتروني: هو مركز المحتوى الأساسي، يمكنك استخدامه لنشر المقالات على المدونة، وبالتالي تحسين محركات البحث SEO لموقعك.
  • وسائل التواصل الاجتماعي: لنشر المحتوى وزيادة التفاعل، ولكن اختر المنصات التي يتواجد عليها جمهورك بشكل كبير، ومن هذه المنصات (Twitter/Instagram /LinkedIn/Facebook).
  • البريد الإلكتروني: إذا كنت تريد التواصل مباشرة مع جمهورك، وإرسال عروض حصرية.

ولكن كما ذكرنا سابقاً، لا تحاول التواجد على كل منصة، واختر القنوات التي تتماشى مع استراتيجية المحتوى وأهدافك وجمهورك.

إنشاء تقويم محتوى

يعتبر تقويم المحتوى من ضمن استراتيجية المحتوى، وهو عبارة عن  خطة زمنية تتضمن تنظيم وقت نشر المحتوى، وإليك كيفية إنشاء تقويم محتوى فعال؟

أولاً: حدد الموضوعات التي تتناسب مع أهدافك واحتياجات جمهورك.

ثانياً: حدد مواعيد لنشر المحتوى، أي لا بد من تحديد الأيام والتواريخ التي سيتم فيها نشر المحتوى، مع الإلتزام بالأوقات التي يتواجد فيها جمهورك.

قياس أداء استراتيجية المحتوى وتحسينها

إنشاء المحتوى وحده لا يكفي، ولذا تحتاج إلى قياس أداء استراتيجية المحتوى لمعرفة ما ينجح وما يحتاج إلى تحسين، ويمكنك قياس الأداء، كما يلي:

تحديد مؤشرات الأداء الرئيسية (KPIs)، مثل:

  1. حركة المرور، لمعرفة عدد الزوار الذين أتوا من محركات البحث.
  2. معدلات التحويل، لتحديد نسبة الزوار الذين أتموا إجراءً معين، مثل الشراء أو التسجيل.
  3. معدل الارتداد، لمعرفة النسبة المئوية للزوار الذين غادروا الصفحة دون أي تفاعل.

ويساعدك على تحديد هذه المؤشرات أداة (Google Search Console).

استخدام الأدوات المناسبة، مثل:

وبالتالي، إذا كان هناك نوع معين من المحتوى، مثل الفيديوهات يجذب جمهورك بشكل أكبر، فيمكنك التركيز عليه أكثر.

وأخيراً: إن إنشاء استراتيجية محتوى فعالة ليس مجرد خطوة إضافية، بل هو استثمار يضمن لك نجاح علامتك التجارية في العالم الرقمي، ولذا عندما يكون لديك خطة واضحة، وأهداف محددة، وفهم عميق لجمهورك، وتلبية احتياجاتهم سيؤدي إلى تحقيق نتائج ملموسة.

وإذا كان لديك أي استفسار، فلا تتردد في التواصل مع فريق شركة كيميتوفا، وسيتم الرد عليك.