اليوم في عصرنا الحالي، أصبحت المواقع الإلكترونية للرعاية الصحية أداة حيوية في تقديم الخدمات الصحية، توفير المعلومات الطبية، بالإضافة إلى التواصل مع المرضى، وتعتمد المستشفيات والعيادات والمؤسسات الصحية على هذه المواقع لتحسين تجربة المرضى وتقديم خدمات عالية الجودة.
وفي هذا المقال، سنتعرف على ماهية المواقع الإلكترونية للرعاية الصحية وأفضل الممارسات لتصميمها.
ما هي المواقع الإلكترونية للرعاية الصحية؟
بشكل عام المواقع الإلكترونية للرعاية الصحية هي منصات رقمية تقدم معلومات صحية، تسهل حجز المواعيد الطبية، توفر الوصول إلى السجلات الطبية، وتتيح للمرضى التفاعل مع مقدمي الرعاية الصحية.
وبالإضافة إلى ذلك، تشمل هذه المواقع مستشفيات، عيادات، مراكز صحية، ومنظمات صحية أخرى وكل ذلك يهدف إلى تحسين الصحة العامة وتعزيز التواصل مع المرضى.
أفضل الممارسات لتصميم المواقع الإلكترونية للرعاية الصحية
تتمثل ممارسات تصميم المواقع الإلكترونية للرعاية الصحية في عدة نقاط يجب أخذها في الاعتبار قبل البدء في التصميم، وهي كما يلي:
أولاً: فهم احتياجات المستخدم
قبل البدء في تصميم موقع إلكتروني للرعاية الصحية، من الضروري فهم احتياجات وتفضيلات الجمهور المستهدف، ويعتبر إجراء بحث وتحليل شامل للمستخدمين هو الأساس لإنشاء موقع طبى ناجح.
وتتضمن هذه الخطوة تحديد شخصيات المستخدمين المختلفة، بما في ذلك المرضى و متخصصي الرعاية الصحية، بالإضافة إلى الإداريين، وذلك من خلال المقابلات والاستطلاعات، وأيضاً من خلال تحليل سلوك المستخدم وتوقعاته، وبذلك يمكن تحديد المهام الشائعة ونقاط الضعف ومجالات التحسين.
ثانياً: التصميم من أجل الوصول (قابلية الوصول)
تعد إمكانية الوصول جانبً أساسي في تصميم المواقع الإلكترونية للرعاية الصحية، ويتضمن الالتزام بمعايير الوصول أى تصميم واجهة مستخدم متوافقة مع المعايير العالمية مثل إرشادات إمكانية الوصول إلى محتوى الويب (WCAG) أن يتمكن جميع المستخدمين، بما في ذلك الأشخاص ذوي الإعاقة، من استخدام الموقع والتنقل فيه بكل سهولة، ولذا لا بد من تنفيذ عناصر تصميم متوافقة مثل:
- التوافق مع التقنيات المساعدة.
- استخدام لغة واضحة.
- توفير خيارات تكبير النصوص، لتحسين القراءة للأشخاص ضعاف البصر.
- إضافة نصوص بديلة لجميع الصور، وذلك لتسهيل التصفح باستخدام قارئات الشاشة.
ثالثاً: هندسة المعلومات التي تركز على المستخدم
لضمان سهولة التصفح واكتشاف المحتوى على المواقع الإلكترونية للرعاية الصحية، يجب أن تكون بنية المعلومات منظمة بشكل جيد، لذا لا بد من تصميم هياكل المواقع الإلكترونية للرعاية الصحية بشكل يسهل استخدامها، مع قوائم ومسارات تنقل واضحة لتسهيل عملية البحث والوصول للمعلومات بسرعة.
ويمكنك الاستفادة من التصنيف الهرمي للمحتوى الطبي، وتنظمه بطريقة تجعل التنقل داخل الموقع مباشراً وفعالاً، وبالإضافة إلى ذلك، يمكن تنفيذ وظيفة بحث قوية تدعم المرشحات وميزات البحث التنبؤية لتحسين تجربة المستخدم في العثور على المعلومات المطلوبة بسرعة ودقة عالية.
رابعاً: تحسين تجربة المستخدم (UX) في تصميم المواقع الإلكترونية للرعاية الصحية
تعتبر سهولة الاستخدام العامل الأهم في تصميم أي موقع إلكتروني، وخاصة في المواقع الإلكترونية للرعاية الصحية حيث يحتاج المرضى إلى الوصول السريع والفعال إلى المعلومات، لضمان ذلك لا بد من اتباع الأتي:
- تصميم واجهة مستخدم بسيطة من خلال تصميم يسهل التنقل فيه.
- التأكد من أن القوائم والروابط واضحة ومباشرة.
- استخدم خطوط كبيرة وألوان مريحة للعين لتسهيل القراءة.
بالإضافة إلى أن سرعة تحميل الموقع تؤثر بشكل كبير على تجربة المستخدم، لذا لا بد من:
- تحسين الصور والفيديوهات عن طريق تقليل حجم الملفات دون التضحية بجودتها.
- استخدام تقنيات التخزين المؤقت، وذلك لتحسين سرعة تحميل الصفحات.
- اختيار استضافة موثوقة، تضمن سرعة و أمان الموقع، ويمكنك من هنا أن تتعرف على أهمية إستضافة المواقع الإلكترونية.
كما يجب أن يكون الموقع متجاوباً، بمعنى أن يكون قابلاً للتصفح بسهولة على مختلف الأجهزة، سواء كانت أجهزة كمبيوتر، تابلت، أو هواتف ذكية.
خامساً: حماية البيانات في المواقع الإلكترونية للرعاية الصحية
في قطاع الرعاية الصحية، يتمتع أمن البيانات والخصوصية بأهمية بالغة، ويجب ضمان الامتثال للوائح مثل (HIPAA) وتطبيق تشفير (SSL) لنقل البيانات بطريقة آمنة، وبالإضافة إلى ذلك، ينبغي توفير سياسات خصوصية شفافة وآليات موافقة توضح كيفية جمع واستخدام المعلومات الحساسة لبناء الثقة مع المستخدمين.
ولضمان حماية بيانات المرضى والمستخدمين في مواقع الرعاية الصحية، يجب أن يتم:
- استخدام بروتوكولات HTTPS في تشفير البيانات.
- حماية الموقع من الهجمات السيبرانية باستخدام جدران الحماية.
- تحديث البرامج بانتظام لسد الثغرات الأمنية في كل وقت.
كما يمكن دمج موقع الويب الخاص بك مع بوابات المرضى وأنظمة السجلات الطبية الإلكترونية (EMR) لتسهيل التواصل السلس والوصول إلى السجلات الصحية، ولذا خصص تجارب المستخدم بناءً على تفضيلات المريض وتاريخه الطبي، مما يسمح بتفاعلات شخصية ويحسن تنسيق الرعاية الصحية.
سادساً: توفير خدمات الدعم والتواصل في المواقع الإلكترونية للرعاية الصحية
يعمل التواصل الفعال على تعزيز الثقة والمصداقية مع المرضى والزوار ، مما يسهم في تحسين تجربة المستخدم في المواقع الإلكترونية للرعاية الصحية، ولذا يمكن توفير دعم ممتاز من خلال التالي:
- إضافة قسم للأسئلة الشائعة، يجيب على الاستفسارات الشائعة للمستخدمين والزوار.
- توفير دعم مباشر عن طريق إضافة الدردشة الحية أو أرقام الهواتف.
- استخدام النماذج لتسهيل حجز المواعيد أو تقديم الاستفسارات.
حيث أن تبسيط العمليات مثل جدولة المواعيد من خلال دمج أنظمة الحجز عبر الإنترنت وتوفير تعليمات واضحة يتيح للمرضى حجز مواعيدهم بسهولة وكفاءة، مع الحصول على إرشادات مفصلة حول كيفية إتمام العملية بنجاح.
سابعاً: توفير محتوى ذو جودة عالية
المحتوى هو الأساس، خاصة في المواقع الإلكترونية للرعاية الصحية حيث يبحث الزوار عن معلومات دقيقة وموثوقة، ولضمان تقديم محتوى عالي الجودة، لا بد من:
- كتابة محتوى موثوق، والتأكد من أن جميع المعلومات الطبية موثقة ومراجعة من قبل خبراء في المجال الطبي.
- تنسيق المحتوى بشكل جيد من خلال استخدام عناوين فرعية، قوائم نقطية، وصور توضيحية لتحسين قراءة المحتوى، بالإضافة إلى تحسين المحتوى لمحركات البحث.
- تحديث المحتوى بانتظام، وذلك لضمان أن تكون المعلومات حديثة ودقيقة بشكل دائم في كل وقت.
وبالإضافة إلى ذلك، يجب دمج عناصر الوسائط المتعددة مثل مقاطع الفيديو، الرسوم البيانية، والأدوات التفاعلية لتعزيز تفاعل المستخدم وفهمه، حيث يساعد المحتوى المرئي في تبسيط المعلومات الطبية المعقدة، مما يسهل على المرضى استيعابها.
كما يجب التأكد من أن جميع عناصر الوسائط المتعددة متاحة للجميع ومحسنة لأوقات تحميل سريعة، لتجنب إحباط المستخدمين.
ثامناً: آليات التحسين المستمر والتغذية الراجعة
مراقبة تحليلات موقع الويب وسلوك المستخدم لجمع رؤى قيمة تدعم التحسين المستمر في مجال الرعاية الصحية، ويمكن مراقبة ذلك من خلال:
- استخدم استطلاعات الرأي والنماذج لجمع التعليقات وفهم رضا المستخدمين، مما يساعد في تحديد مجالات الاستفادة والتحسين.
- الاستفادة من أدوات التحليل مثل أداة (Google Analytics) لتتبع سلوك المستخدم وتفاعلاته على موقع الويب الخاص بك، بالإضافة إلى تحليل مشاهدات الصفحة، معدلات الارتداد، معدلات التحويل، وأنماط رحلة المستخدم للحصول على رؤى قيمة حول تفضيلات المستخدم وسلوكه.
إن القيام بتنفيذ تحسينات متكررة بناءً على تلك الرؤى، مع الحفاظ على الاطلاع على اتجاهات الصناعة والتقدم التكنولوجي، يضمن بقاء موقعك متميزاً وفعالاً.
أخيراً: إضافة عبارات واضحة تحث المستخدم على اتخاذ إجراء (CTA)
إن إضافة وتضمين عبارات تحث المستخدم على اتخاذ إجراء (CTA) بشكل واضح وبارز على موقعك الإلكتروني يعمل على توجيه المستخدمين نحو الإجراءات المطلوبة، سواء كانت هذه العبارات خاصة باتخاذ موعد، أو الاتصال بمقدم الرعاية الصحية، أو الوصول إلى الموارد التعليمية.
ولذا يجب أن تكون عبارات الحث على اتخاذ إجراء معين موضوعة بشكل استراتيجي وجذاب بصريًا، كما يمكن استخدام لغة وصفية تشجع على التفاعل وتتوافق مع احتياجات المستخدم.
في النهاية تصميم المواقع الإلكترونية للرعاية الصحية يتطلب مراعاة عدة عوامل لضمان تقديم تجربة مستخدم ممتازة وتوفير معلومات طبية دقيقة وموثوقة، ومن خلال اتباع أفضل الممارسات المذكورة سابقاً، يمكن للمؤسسات الصحية تحسين مواقعها الإلكترونية، تعزيز التفاعل مع المرضى، وتقديم خدمات صحية أفضل.
حيث أن التحول الرقمي في مجال الرعاية الصحية لم يعد خياراً بل ضرورة، ومع تقدم التكنولوجيا، يصبح من الضروري للمؤسسات الصحية تبني استراتيجيات تصميم فعالة تضمن تلبية احتياجات المرضى وتوفير تجربة استخدام سلسة ومريحة على المدى البعيد.
وإذا كان لديك أي استفسار بخصوص تصميم المواقع الإلكترونية للرعاية الصحية؛ فيمكنك ترك استفسارك، وسيقوم أحد فريق شركة كيميتوفا بالرد عليك.